الحقن المجهري

الحقن المجهري

الحقن المجهري (ICSI) هو تقنية متقدمة للإنجاب المساعد تُستخدم جنبًا إلى جنب مع التلقيح الاصطناعي (IVF).

تتضمن هذه التقنية حقن حيوان منوي واحد مباشرة في البويضة لتسهيل عملية الإخصاب.

تُعد هذه التقنية مفيدة بشكل خاص في حالات العقم الذكوري أو عند فشل التلقيح الاصطناعي التقليدي.

شاركيها..

نظرة عامة

الحقن المجهري للحيوانات المنوية (ICSI) هو علاج متقدم للخصوبة يُستخدم في إطار التلقيح الاصطناعي (IVF).

يتضمن هذه التقنية حقن حيوان منوي واحد مباشرة في البويضة لمساعدة عملية الإخصاب.

أما التلقيح الاصطناعي (IVF) فهو تقنية مساعدة على الإنجاب تُستخدم للأزواج الذين يعانون من العقم. 

يتم فيها جمع الحيوانات المنوية من الأب و البويضات الناضجة من الأم لتخصيبها في مختبر الأجنة، ثم يتم نقل الجنين الناتج إلى رحم الأم ليكتمل نموه حتى ولادة الطفل.

يُعتبر التلقيح الاصطناعي أكثر تقنيات الإنجاب المساعدة فعالية المتاحة حاليًا.

بفضل هذه التقنيات، أصبح بمقدور ملايين الأزواج الذين يعانون من العقم، 

بما في ذلك الرجال الذين يعانون من ضعف في الحيوانات المنوية أو النساء فوق سن 35 اللواتي يعانين من انخفاض في عدد البويضات، أن يحظوا بفرصة للحمل وإنجاب الأطفال.

ما مدى نجاح الحقن المجهري (ICSI)؟

تختلف معدلات نجاح الحقن المجهري بناءً على عوامل مثل عمر المرأة، وجودة الحيوانات المنوية والبويضات، وخبرة عيادة الخصوبة.

في المتوسط يبلغ معدل نجاح الإخصاب الإخصاب باستخدام الحقن المجهري حوالي 70-80%.

من يحتاج إلى الحقن المجهري ؟

يُوصى بالحقن المجهري عادةً في الحالات التالية:

  • العقم الذكوري الشديد: مثل انخفاض عدد الحيوانات المنوية، ضعف حركتها، أو تشوهات في شكلها.
  • فشل التلقيح الاصطناعي السابق: عند فشل  محاولات الإخصاب في محاولات التلقيح الاصطناعي التقليدية السابقة.
  • العقم غير المبرر: في الحالات التي يكون فيها سبب العقم وتأخر الحمل غير معروف.
  • مشاكل في البويضة: عندما تكون هناك مشاكل في قدرة البويضة على الإخصاب بشكل طبيعي.
  • استخدام البويضات أو الحيوانات المنوية المجمدة: عند استخدام حيوانات منوية مجمدة قد تكون حركتها أقل.
  • استخراج الحيوانات المنوية جراحيًا: عند استخراج الحيوانات المنوية جراحيًا من البربخ (PESA) أو الخصيتين (TESA/TESE).

ما مدى أمان الحقن المجهري ؟

يعتبر الحقن المجهري آمنًا بشكل عام، ولكن هناك بعض المخاطر والاعتبارات:

  1. العيوب الخلقية: تشير بعض الدراسات إلى وجود خطر أعلى قليلاً للإصابة بعيوب خلقية مقارنة بالحمل الطبيعي، على الرغم من أن الخطر المطلق يظل منخفضًا.
  2. المشاكل الجينية: هناك خطر صغير بتمرير تشوهات جينية، خاصة إذا كان الأب يعاني من مشاكل جينية تؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية.
  3. الحمل المتعدد: كما هو الحال مع التلقيح الاصطناعي، هناك خطر الحمل المتعدد إذا تم نقل أكثر من جنين واحد.
  4. متلازمة فرط تنبيه المبيض (OHSS): هذا خطر مرتبط بمرحلة تحفيز المبيض في التلقيح الاصطناعي/الحقن المجهري.

تفاصيل عملية الحقن المجهري: قبل، أثناء، وبعد

قبل الحقن المجهري

الاستشارة الأولية والفحوصات:

يخضع كلا الشريكين لتقييم شامل للخصوبة، بما في ذلك تحليل السائل المنوي، اختبارات الهرمونات، واختبار احتياطي المبيض.

قد يُوصى بفحوصات جينية لاستبعاد الحالات الوراثية.

تحفيز المبيض:

تخضع المرأة لحقن هرمونية لتحفيز المبيض لإنتاج عدة بويضات (بدلاً من البويضة الواحدة التي يتم إطلاقها عادة خلال الدورة الشهرية الطبيعية).

يتم مراقبة تطور البويضات عبر اختبارات الدم والموجات فوق الصوتية.

جمع الحيوانات المنوية:

يقدم الشريك الذكر عينة من السائل المنوي في يوم استرجاع البويضات.

إذا كان استخراج الحيوانات المنوية ضروريًا (مثلًا بسبب انعدام الحيوانات المنوية)، يتم إجراء عمليات مثل TESA (شفط الحيوانات المنوية من الخصية) أو TESE (استخراج الحيوانات المنوية من الخصية).

استرجاع البويضات:

يتم استرجاع البويضات من المبيضين باستخدام إجراء جراحي بسيط يسمى شفط البويضات عبر المهبل باستخدام الموجات فوق الصوتية.

يتم هذا الإجراء تحت التخدير ويستغرق حوالي 20-30 دقيقة.

أثناء الحقن المجهري

تحضير الحيوانات المنوية:

يتم معالجة عينة السائل المنوي لعزل الحيوانات المنوية الأكثر صحة وحركة.

في حالات العقم الذكوري الشديد، يتم اختيار حيوان منوي واحد قابل للحياة تحت مجهر عالي الدقة.

تحضير البويضات:

يتم إزالة الخلايا المحيطة بالبويضات (الخلايا الكومولوسية) لتقييم نضجها. فقط البويضات الناضجة تكون مناسبة للحقن المجهري.

الحقن المجهري:

باستخدام إعدادات دقيقة، يتم تثبيت حيوان منوي واحد وحقنه مباشرة في سيتوبلازم البويضة الناضجة باستخدام إبرة زجاجية رفيعة.

يتم تنفيذ هذه الخطوة تحت مجهر عالي الدقة من قبل أخصائي الأجنة ذي الخبرة.

فحص الإخصاب:

يتم وضع البويضات المحقونة في وسط زراعة ومراقبتها لعلامات الإخصاب (عادة خلال 16-20 ساعة).

بعد الحقن المجهري

تطور الأجنة:

يتم زراعة البويضات المخصبة (التي أصبحت أجنة) في المختبر لمدة 3-5 أيام.

يتم مراقبة تطور الأجنة عن كثب، ويتم اختيار الأجنة ذات الجودة العالية للنقل.

نقل الأجنة:

يتم نقل جنين واحد أو أكثر إلى الرحم باستخدام قسطرة رفيعة. هذا إجراء سريع وغير مؤلم ولا يتطلب تخديرًا.

يمكن تجميد أي أجنة عالية الجودة متبقية لاستخدامها في المستقبل.

دعم المرحلة الأصفرية:

يتم وصف أدوية هرمونية (مثل البروجسترون) لدعم بطانة الرحم وتحسين فرص الانغراس.

اختبار الحمل:
يتم إجراء اختبار دم (اختبار hCG) بعد حوالي 10-14 يومًا من نقل الأجنة لتأكيد الحمل.

اعتبارات ما بعد الحقن المجهري

الإستشفاء من الحقن المجهري

للأم:

بعد استرجاع البويضات، قد تعاني بعض النساء من تقلصات خفيفة، انتفاخ، أو نزيف طفيف، والذي عادة ما يختفي خلال يوم أو يومين.

بعد نقل الأجنة، لا يوجد وقت استشفاء كبير، ويمكن لمعظم النساء استئناف الأنشطة الطبيعية على الفور.

قد تسبب الأدوية الهرمونية (مثل البروجسترون) آثارًا جانبية مثل تقلبات المزاج، الانتفاخ، أو ألم الثدي، ولكن هذه الآثار مؤقتة.

للأب:

إذا تم استخراج الحيوانات المنوية جراحيًا (مثل TESA أو TESE)، قد يكون هناك انزعاج بسيط أو تورم في منطقة الخصية، والذي عادة ما يختفي في غضون أيام قليلة.

نصائح عامة للشفاء:

  1. الراحة ليوم أو يومين بعد استرجاع البويضات إذا كنت تشعر بعدم الراحة.
  2. تجنب التمارين الشاقة، رفع الأثقال، أو الجماع لفترة قصيرة بعد نقل الأجنة (كما ينصح الطبيب).
  3. الحفاظ على الترطيب واتباع نظام غذائي صحي لدعم الشفاء.

معدلات النجاح

يعتمد النجاح على عوامل مثل عمر الأم، جودة الأجنة، وسبب العقم. إذا لم تنجح الدورة الأولى، يمكن محاولة دورات إضافية.

المخاطر والمراقبة

الحمل المتعدد (إذا تم نقل أكثر من جنين واحد) ومتلازمة فرط تنبيه المبيض (OHSS) هي مخاطر محتملة. المراقبة المنتظمة خلال الحمل المبكر ضرورية لضمان التطور الصحي.

متى تزوري طبيب النساء والتوليد

قبل الحقن المجهري

  1. إذا كنت تحاولين الحمل لمدة 12 شهرًا من الزواج (أو 6 أشهر إذا كانت المرأة فوق 35 عامًا) دون نجاح، استشيري الطبيب.
  2. إذا كانت هناك مشاكل خصوبة معروفة (مثل انخفاض عدد الحيوانات المنوية، الدورات الشهرية غير منتظمة، أو فشل التلقيح الاصطناعي السابق)، اطلبي النصيحة في وقت مبكر.

أثناء علاج الحقن المجهري

  1. ألم شديد
  2. نزيف حاد
  3. علامات عدوى بعد استرجاع البويضات.
  4. أعراض متلازمة فرط تنبيه المبيض (OHSS)، مثل ألم شديد في البطن، انتفاخ، غثيان، قيء، أو ضيق في التنفس.

بعد نقل الأجنة

  1. قومي بزيارة طبيب النساء والتوليد لإجراء اختبار الحمل (اختبار hCG) بعد حوالي 10-14 يومًا من نقل الأجنة.
  2. إذا كان الاختبار إيجابيًا، قومي بجدولة زيارات ما قبل الولادة بانتظام لمراقبة الحمل.
  3. إذا كان الاختبار سلبيًا، ناقشي الخطوات التالية مع طبيبك، بما في ذلك إمكانية عمل دورة أخرى من الحقن المجهري.

أثناء الحمل

اطلبي الرعاية الطبية الفورية إذا واجهت:

  1. ألم شديد في البطن أو تقلصات.
  2. نزيف مهبلي حاد.
  3. علامات الحمل خارج الرحم (مثل ألم حاد في الحوض، ألم في الكتف، أو دوخة).

فشل الحقن المجهري أكثر من مرة

لا يزال هناك عدة خطوات يمكنك اتخاذها للحصول على إخصاب ناجح وحمل كامل بإذن الله .

فهم سبب الفشل

مراجعة دورة الحقن المجهري:

حددي موعدًا للمتابعة مع أخصائي الخصوبة لمراجعة تفاصيل دورة الحقن المجهري. يمكنهم تحليل عوامل مثل:

  • جودة البويضات والحيوانات المنوية.
  • تطور الأجنة.
  • حالة بطانة الرحم وظروف الانغراس.

اختبارات تشخيصية:

قد يُوصى بإجراء اختبارات إضافية لتحديد المشاكل المحتملة، مثل:

  • اختلالات هرمونية.
  • تشوهات في الرحم (مثل الأورام الليفية، السلائل، أو التصاقات).
  • عوامل جينية أو مناعية.
  • تفتيت الحمض النووي للحيوانات المنوية (إذا لم يتم اختباره بالفعل).

أسباب فشل الحقن المجهري

  1. عدم إستجابة المبيض لبروتوكول الحقن المجهري.
  2. قلة جودة الاجنة
  3. مشاكل في جدار الرحم
  4. خلل في جدار تجويف الرحم.
  5. اتساع قناة فالوب.
  6. وجود خلل كروموزومي في الاجنة المتكونة

النظر في علاجات إضافية

اعتمادًا على السبب وراء فشل دورة الحقن المجهري، قد يقترح طبيبك واحدًا أو أكثر من الخيارات التالية:

تكرار دورة الحقن المجهري:

العديد من الأزواج يحققون النجاح بعد عدة محاولات. قد يعدل الطبيب البروتوكول (مثل استخدام أدوية تحفيز مبيض مختلفة أو توقيت) لتحسين النتائج.

اختبارات ما قبل الزرع الجينية (PGT):

إذا كانت جودة الأجنة مصدر قلق، يمكن لـ PGT-A (اختبار ما قبل الزرع الجيني للكشف عن التشوهات الكروموسومية)

فحص الأجنة للكشف عن التشوهات الكروموسومية، مما يزيد من فرص اختيار جنين قابل للحياة للنقل.

تغييرات في نمط الحياة:

تحسين الصحة العامة من خلال النظام الغذائي، التمارين، إدارة الإجهاد، وتجنب التدخين/الكحول يمكن أن يعزز نتائج الخصوبة.

الحقن المجهري هو إجراء متخصص وفعال للتغلب على العقم وتحديات الإخصاب الأخرى.

تتضمن العملية إعدادًا دقيقًا، تقنيات مختبرية دقيقة، ومراقبة عن كثب لزيادة فرص نجاح الحمل.

إذا كنتِ تفكري في الحقن المجهري، استشيري دكتور أحمد كساب استشاري النساء والتوليد والحقن المجهري لفهم العملية وتخصيصها وفقًا لاحتياجاتك الخاصة.